اختيار المسار الصحيح

إن اختيار سنة استراحة بعد المدرسة أو الجامعة للتفرغ لكرة القدم ليس مجرد خيار، بل هو خطوة استراتيجية. إنها سنة مخصصة للتركيز على كرة القدم، مع إدراك حقيقة أنه كلما تقدم اللاعب في السن بعد سن الثامنة عشرة، كلما صعب عليه لفت انتباه الكشافين. في هذا العمر، يتنافس اللاعبون على المراكز مع لاعبين محترفين في أندية مختلفة.

تُتيح هذه "السنة الفاصلة" فرصةً لبناء لياقة بدنية مثالية، وصقل المهارات، وضمان التعرض المنتظم للفرص الاحترافية، مما يزيد بشكل ملحوظ من فرص لفت الأنظار. وبعيدًا عن الملعب، تُعنى هذه السنة بالإعداد الذهني واكتساب خبرات حياتية قيّمة، لضمان الجاهزية لاغتنام الفرص عند ظهورها. إنها ليست انحرافًا عن التعليم، بل هي طريق مباشر لتحقيق أحلام كرة القدم مع بناء أساس متين للمستقبل. يمكن للاعبين دائمًا الالتحاق بالجامعة أو الدراسة في الولايات المتحدة إذا لم يُحالفهم التوفيق في كرة القدم، ولكن على الأقل سيقولون إنهم بذلوا قصارى جهدهم دون ندم!

ليس من الغريب أن يصل اللاعبون إلى أواخر سن المراهقة أو أوائل العشرينات قبل أن ينضموا إلى عالم الاحتراف. هناك أمثلة كثيرة، أبرزها جيمي فاردي، الذي حقق قفزة نوعية في سن الثالثة والعشرين، حيث انتقل من نادٍ في دوري الهواة ليصبح بطلاً للدوري الإنجليزي الممتاز وهدافاً لمنتخب إنجلترا... مُثبتاً أن البيئة المناسبة قادرة على إشعال شرارة الإبداع!

ندرك أن ليس كل لاعب جاهزًا للعب في الدوري الإنجليزي الممتاز فور تخرجه من المدرسة، مما يجعل الكثيرين في حيرة من أمرهم بشأن المسار الأمثل لتحقيق أحلامهم. فبينما يختار البعض الالتحاق بالجامعة أو السعي وراء "الحلم الأمريكي"، يتجه آخرون إلى مسار أكاديمية كرة القدم السكنية بدوام كامل. ومع ذلك، فإن التنقل بين مختلف أكاديميات كرة القدم والجامعات والكليات قد يبدو أشبه باجتياز متاهة.

تحت سطح التسويق البراق، يكمن عالمٌ معقدٌ لا تُفضي فيه جميع المسارات إلى النجاح. قد يتباهى البعض بالمنح الدراسية أو ينتقون قصص نجاحٍ مُختارة، مما قد يُضلل الرياضيين الطموحين. دورنا هو المساعدة في اجتياز هذه المتاهة، من خلال تقديم توصياتٍ مُخصصةٍ بناءً على الاحتياجات والتطلعات الفردية. في عالمٍ يُخفي فيه التسويق الواقع في كثيرٍ من الأحيان، يُمكن أن يُوفر وجود مُستشارين موثوقين الوضوح، ويُرشد الرياضيين الشباب نحو مساراتٍ تتوافق مع مواهبهم وطموحاتهم.

في النهاية، هدفنا هو نفسه هدفكم – مساعدتكم على الوصول إلى أعلى مستوى ممكن في مسيرتكم الكروية.